إعداد: أحمد جمال الصياد
يشهد عالمنا انفتاحًا غير مسبوق بسبب اتفاقيات التجارة الحرة، التي عززت بدورها التبادل التجاري بين الدول، كما عززت تداول السلع ذات الطابع الثقافي بين المجتمعات، وبسبب تطور وسائل التواصل الاجتماعي وانتشارها أصبح العالم قرية صغيرة يسهل فيها تصدير السلع واستيرادها، ليس هذا فقط بل أصبحت القيم أيضًا تُصدر وتُستورد وتتناقل بسهولة بين المجتمعات وكذلك ما يرتبط بها من ثقافات؛ ما شجع بعض الدول والمجتمعات على تصدير بعض القيم التي تخدم مصالحها إلى الدول والمجتمعات الأخرى، فأصبحت أغلب الدول تستخدم وتوظف مقومات القوة الناعمة لديها لتؤثر على الدول الواقعة في مناطق مصالحها.
ومن أبرز السلع التي تحمل قيمًا ذات دلالات ثقافية: الملابس والأزياء؛ إذ تحصل الملابس على جزء كبير من اهتمام النساء والشباب، ذلك الاهتمام الذي يؤثر بدوره على المجتمع برمته. وفي هذا الصدد سعت شركات الملابس العالمية إلى استغلال تأثيرها وشهرتها وانتشارها بين فئات معينة مثل النساء والشباب والمجتمعات بشكل عام للترويج لقيم معينة، مثل الشذوذ الجنسي، وذلك عن طريق دعم مجتمع “الشواذ – الميم” على صفحات تلك الشركات العالمية على وسائل التواصل الاجتماعي، وصناعة ملابس مطبوع عليها شعار “الشواذ” (قوس قزح).
ولا شك أن ذلك يمثل خطورة كبيرة تتمثل في تحويل المجتمعات إلى مجتمعات مخترقة قيميًّا؛ ما يضعف من هويتها ونظامها القيمي، ويزيد من شعور بعض أفراد تلك المجتمعات بحالة من الاغتراب.
من هنا تأتي هذه الدراسة لمحاولة الإجابة عن جملة من التساؤلات، هي:
- ما أبرز شركات الملابس التي تتبنى الأجندة الغربية لنشر القيم الشاذة؟
- ما دوافع ودلالات ترويج تلك الشركات للشذوذ الجنسي؟
- ما أثر ترويج تلك الشركات للشذوذ على المجتمعات العربية والإسلامية؟
- كيف تفاعل المواطن العربي مع ترويج تلك الشركات للشذوذ؟
Leave A Comment