إعداد: تشارلز تيلّي
ترجمة: إسلام أحمد
تُعد الهُوية من أشكَلِ الأسئلة والمفاهيم التي تشغل المجتمعات البشرية اليوم، ومن باب أولى مجتمعاتنا العربية والمسلمة، في ظل ما تعانيه من تفكك وتخبط سياسي واجتماعي وثقافي.
وقضية الهوية السياسية -باعتبارها جزءًا ومكونًا رئيسًا من سؤال الهوية- تعدّ أمرًا محوريًّا لا بد من طرحه والنقاش حوله مرارًا وتكرارًا، وتبادُل الأفكار حولها؛ من أجل تحديد ماهيتها ومعالمها، وأبرز الخطوط الناظمة لها. فالهوية “تتبدّى بشكل محوريّ في الصراعات السياسية الكبرى في عالمنا اليوم”.
من هنا يتناول «تيلّي» في ورقته مفهوم الهُوية، ودوره في فهم السياسة والاجتماع، كما يدعو إلى استيعابه على وجهه الصحيح، وتوظيفه كما ينبغي له.
يقرّ «تيلّي» أن الهُوية مسألة تشمل تقديم أجوبة وسرديات لها ركائز وأسس اجتماعية لأسئلة: “من أنتم؟ من نحن؟ من هم؟”، وأن ما يصل إليه الناس من أجوبة لمثل تلك الأسئلة هي ما يشكّل هُويّتهم ويصوغها، ويحدد طبيعتها وشكلها، وما يقبل التفاوض وما لا يقبل من تلك التفاصيل.
وفي ظل ما تشهده المجتمعات العربية والمسلمة من انقسامات وتشرذم وضبابية حول تعريف الذات، وما يثور فيها من اختلافات حول مكونات الهوية التي توحّد أطياف هذه المجتمعات، وتربط بينها؛ فإن فهم الإطار النظري الذي تنبع منه تلك الأسئلة هو من الضرورة بمكان؛ وذلك من أجل مَوضَعتِها، والتعمّق فيها، وتحليلها تحليلًا شاملًا، وللبحث عن إجابات لها مكانتها من المعقولية والمقبولية لدى كثير من أطياف تلك المجتمعات ومكوناتها.
Leave A Comment