إعداد: جوناثان كوك

ترجمة: طاهرة عامر

في هذه الدراسة الجريئة، يكشف الصحفي البريطاني «جوناثان كوك» كيف أصبحت إسرائيل مختبرًا عالميًّا لإنتاج نماذج جديدة من القمع والتسلط، تُصدَّر إلى الغرب تحت غطاء مكافحة الإرهاب وضبط الحدود.

فلم تعد ممارسات إسرائيل محصورة بالفلسطينيين، بل باتت تلهم حكومات اليمين المتطرف في الولايات المتحدة وأوروبا في سعيها لإعادة هندسة علاقاتها مع شعوبها عبر أدوات العزل والمراقبة والهيمنة.

يركِّز «كوك» على الإعجاب المتبادل بين إسرائيل والقيادات كترامب، موضحًا كيف تحوَّل الاحتلال إلى “نموذج جاهز” تُقلِّده الأنظمة الغربية عبر بناء الجدران، ونشر الطائرات المسيرة، واستخدام تقنيات التجسس التي طُوِّرت أولًا ضد الفلسطينيين. فإسرائيل، حسب «كوك»، لا تروِّج فقط لأسلحة ومراقبة، بل تسوِّق نمطًا أيديولوجيًّا يُطبِّع الاستثناء ويجرِّم المقاومة.

من هنا، ينتقد «كوك» ازدواجية المعايير الغربية التي تُدين القمع نظريًّا لكنها تعتمد فعليًّا على نموذج إسرائيل لضبط المهاجرين، وإخماد الاحتجاجات، ومواجهة ما يُسمى بـ”الخطر الداخلي”. ففي هذا السياق، تُقدَّم إسرائيل كمثال ناجح لديمقراطية “تحمي نفسها” عبر أدوات سلطوية.

في هذه الدراسة تحذير صارخ من تمدد “الفاشية بثوب جديد”، حيث تتحول تقنيات الاحتلال إلى أدوات حكم في الديمقراطيات الليبرالية، ويصبح المواطن العادي محلّ رصد ومراقبة دائمة، باسم الأمن والاستقرار.

فما يُجرَّب على الفلسطينيين اليوم، قد يُطبَّق غدًا في شوارع أوروبا وأمريكا.

هذا النص ليس تحليلًا سياسيًّا فقط، بل ناقوس خطر أخلاقي وسياسي، يدعونا للتفكير في سؤال مهم: هل أصبح الاحتلال الإسرائيلي نموذجًا عالميًّا للسيطرة بدلًا من كونه جريمة يجب إنهاؤها؟

حمل الدراسة