إعداد: جيزاتشو تيرونيه
ترجمة: منة التلاوي
مراجعة الترجمة: محمد سمير
تهدف دراسة الثورات الاجتماعية: أسبابها، أنماطها، مراحلها لتحري أسباب قيام الثورات الاجتماعية، وقد افترضت الدراسة أن أهم ثلاثة محددات لقيام الثورة هي: مستوى التنمية الاقتصادية، ونوع النظام، وعدم فعالية الدولة.
فيعزز مستوى التنمية الاقتصادية تحت المتوسط احتياج الشعب لإصلاحات سياسية ويؤجج السخط في نفوس بعض الجماعات جراء الظروف الاقتصادية، وتؤثر الأنظمة الديمقراطية بفضل نهجها السياسي العملي والشامل في الاستقرار السياسي أكثر مما تفعل الأنظمة الفاشية والمستبدة، علاوة على أن عدم فعالية الدولة أو الافتقار إلى التقدم -بجانب نوع النظام- يسهم في تأجيج العنف السياسي؛ حيث إن من المرجح أن تحرض عدم استجابة الدول وممارساتها القمعية على العنف.
ولا شك أن هناك عوامل أخرى قد تسبب اندلاع الثورات كذلك، مثل: هزائم الحروب والأزمات المالية وارتفاع الأسعار، لكن هذه العوامل توصف كعوامل محفزة.
عَرَّفت الدراسة الثورة الاجتماعية على أنها “الانتفاضات الشعبية التي تغير النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي القائم”، ثم عَرَّفت نمطي الثورات الاجتماعية: العفوية، والمخطط لها، فمتى اشتعلت الثورة دون جهد تنظيمي محدد كانت ثورة عفوية، ومتى قادتها الجماهير الثورية كانت ثورة مخططًا لها.
كما فرقت الدراسة بين اندلاع الثورة ونجاحها؛ فقيام الثورة تحدده التنمية الاقتصادية ونوع النظام وعدم فعالية الدولة كما تشعلها العوامل المحفزة، أما نجاح الثورة فيأتي تاليًا لاندلاعها، فالثورات العفوية تنجح حين يرضى الجيش ويدعم الانتفاضات الثورية، أما الثورات المخطط لها فتنجح حين يُهزم الجيش، وتتأثر الثورة المخطط لها بالقوى التنظيمية والمساندة الشعبية والموارد والأيديولوجية.
كما ذهبت الدراسة إلى القول بأن الثورة ظاهرة نادرة؛ فلا بد لها من توافر الشروط الأساسية وحضورها حضورًا قويًّا جنبًا إلى جنب مع العوامل المحفزة، فهذا ما يزيد احتمالية وقوع الثورة.
وباختصار، أكد كل من «أرنت 1977م» و«هنتنغتون 1968م» و«تيللي 1978: 1994م» و«سكوكبول 1979م» وآخرون أن السياسة عامة والدولة خاصة قد تلعبان بعض الأدوار في الثورات الاجتماعية، فالقادة الفعالون والمتبصرون يتجنبون قيام الثورة بإجرائهم إصلاحات ضرورية، في حين آخر تقع الثورات في الدول غير الفعالة وغير الديمقراطية والقمعية والفاقدة لشرعيتها بحسب طرح «أرنت 1977م» الذي أكد كذلك أنه: “حتى حين يكون فقدان السلطة جليًّا تمامًا، فلا يمكن أن تندلع الثورة أو تنجح إلا إذا توفر لها عدد كاف من الرجال المستعدين لانهيار السلطة… والطامحين لتولى السلطة”.
ومما لا شك فيه أن الدول التي وجدت نفسها وسط غضب شعبي بدت متفاجئة وتطغى عليها رياح التغيير التي سببتها الثورة الصناعية، فبدون الثورة الصناعية وما تلاها ما كان للدول غير الفعالة أن تخشى شيئًا، ولكان بوسعها أن تواجه الجماهير المتنورة الثائرة.
Leave A Comment