إعداد: فيروز الدباغ 

يتناول كتاب «الانشقاقات في الإسلام: مقدمة عن دراسة الدين الإسلامي» للمستشرق الفرنسي هنري لاوست أستاذ علم الاجتماع بمعهد كولاج دو فرانس؛ بداية الصراع والانشقاق داخل الإسلام بعد موت الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم، ثم يعرض بترتيب زمني الأحداث السياسية والاجتماعية التي انبثقت عنها العديد من المذاهب الدينية المختلفة بداية من حكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدول والامبراطوريات الإسلامية التي تأسست حتى القرن العشرين. لذا يرى الكاتب أن تعريف الإسلام أو محاولات فهمه لا ينبغي لها الانطلاق من مدرسة واحدة سواء ضمت الأغلبية أو لا، بل لا بد من فهم التنوع داخل الإسلام. ثم يشرح الكاتب معتقد كل مذهب، ومؤسس كل منها، والعقيدة التي يؤمن بها، وأسباب ظهورها، ومدى تأثيرها على شكل دولة الحكم، وتأثير الأخيرة عليه، كما يعرض أثر كل حاكم على تأجيج الصراعات الطائفية أو الحد منها.

فرضية الكاتب الأساسية هي أن تنوع المدارس والمعتقدات في الإسلام جاء نتيجة لأحداث اجتماعية وسياسية خاصة بالزمان وبالمكان مما يستدعي دراستها من قِبَل القارئ لفهم جوهر نشأة هذه المدارس وطبيعة العلاقات بين المذاهب المختلفة التي يستمر بعضها حتى الآن. وبالتالي، اتبع الكاتب في دراسته المنهج الوصفي وبترتيب زمني للأحداث الاجتماعية والسياسية والمذاهب الإسلامية النائشة حتى يستطيع القارئ تحليل وتبين الترابط بينها، وفهم طبيعة التعاون والصراع بينها.

وتقوم منهجية عرضنا لهذا الكتاب على استعراض أبرز مضامينه وأفكاره نظرًا لأهميته في إعطاء خلفية ضرورية للقارئ بتسلسل مجمل عن تاريخ المسلمين: دوله، وفرقه، وجماعاته، إضافةً إلى حركته العلمية، بعد ذلك نقدم استخلاصًا بناءً على قرائتنا للكتاب حول طبيعة الانشقاقات في تاريخ المسلمين: أسبابها ومنظوراتها، وذلك من منظورين أحدهما ديني والآخر سياسي، وفي الأخير نستعرض أبرز ما يؤخذ على الكاتب في المجمل.

حمل الدراسة