إعداد: دينا حلمي   

يتناول كتاب «مجتمع الإيغور: الشتات والهوية والجغرافيا السياسية» الصادر باللغة الإنجليزية عن دار نشر بالجريف ماكميلان Palgrave Macmillan في نيويورك New York عام ۲۰۱۸ القضايا الرئيسة داخل مجتمع الإيغور، وفي مقدمتها الهوية والقومية الإيغورية، والتي ظهرت بشكل واضح في عشرينيات القرن الماضي.

أوضح الكتاب كيف تمسك الإيغور بهويتهم الخاصة ولم يندمجوا في الثقافة الصينية، وكيف شكل هذا الأمر هاجسًا لدى السلطات الصينية ودفعها لاتباع سياسات الإدماج القسري وطمس هوية ليس فقط الإيغور ولكن مختلف الأقليات التي نادت بخصوصية هويتها وتميزها عن الهوية الصينية.

استعرض الكتاب العلاقة بين الإسلام والإيغور، فقدم تغطية تاريخية للإسلام في المجتمع الإيغوري، وموقف الصين من الإسلام ومن الأقليات المسلمة، فأوضح كيف اتخذ الحزب الشيوعي الصيني تدابير عدة لتقويض السيطرة الاجتماعية الواسعة والنفوذ السياسي والاقتصادي لرجال الدين الإسلامي، وأوضح أيضًا الإجراءات التي اتخذتها بكين تجاه المسلمين عموما والتي أثارت انتقادات دولية، مع شرح تاريخ هذه الممارسات والإجراءات، بجانب تسليط الضوء على الحديث منها أيضًا.

تطرق الكتاب كذلك لعامل مهم في القضية وهو الفرص الضائعة على الإيغور والتحديات الدولية التي تواجههم، وفي مقدمتها الموقف الدولي من سياسات الحكومة الصينية إزاءهم، والقائم بشكل كبير على البرجماتية وتقديم المصالح السياسية والاقتصادية. وتناول بهذا الإطار الإيغور في العلاقات التركية الصينية، مشيرًا إلى مواقف تركيا الداعمة للقضية، وكيف أثر هذا الدعم على علاقتها مع بكين وأثار التوترات مرات عديدة.

كما تناول التحديات الداخلية المتعلقة بسياسات بكين الداخلية وسيطرتها على الإنترنت، والتي تحد من قدرة الإيغور على التواصل مع العالم الخارجي وتوصيل قضيتهم بشكل عادل بعيدا عن رؤية الحكومة المركزية.

وهكذا، تنبع أهمية الكتاب من كونه يقدم عرضًا شاملًا لقضية الإيغور في سياقها التاريخي والاجتماعي؛ حيث يقدم رؤية أكثر شمولا وعمقًا عن واقع الإيغور وطبيعة العلاقات بينهم وبين الصين، بعيدًا عن القصاصات التي تقدمها التقارير الصحفية، كما ساهم في تقديم فهم مفصل لدور الهوية والدين في إثارة المشكلات العرقية بالتطبيق على نموذج الإيغور في الصين.

حمل الدراسة