إعداد: نهلة عصام الدبس

تتناول هذه الدراسة موضوع الوجود الخليجي في القرن الإفريقي بعد الحرب اليمنية وتسعى للإجابة عن سؤال رئيسي وهو كيف تأثر الوجود الخليجي في القرن الإفريقي بالحرب في اليمن؟ وذلك من خلال التطرق لأربعة محاور رئيسية.

تناول المحور الأول، وهو الجغرافيا السياسية للقرن الإفريقي وخليج عدن، أهمية القرن الإفريقي الممتدة عبر العصور والتي جعلتها مطمعًا لتحقيق المغانم الاقتصادية و الإستراتيجية، وكيف زادت هذه الأهمية بعد اندلاع الحرب اليمنية لتصبح محط أنظار الدول الخليجية التي حرصت على أن تجد موطئ قدم لها، سواء من خلال إنشاء الموانئ أو القواعد العسكرية وذلك لتطويق نفوذ متنامٍ آخر في منطقة القرن الإفريقي وهو الوجود الإيراني الذي يعمل على مد الحوثيين في اليمن بالأسلحة وبالتالي يمكن القول إن هذه المنطقة قد أصبحت أحد مفاتيح الأمن القومي لمنطقة الخليج. أما في شقه الثاني فيتناول هذا المحور الأهمية الجغرافية السياسية لخليج عدن، والذي يعد أحد المواقع البحرية الهامة في السياسة الدولية؛ فهو البوابة الجنوبية للبحر الأحمر و الممر الواصل بين البحر الأحمر والمحيط الهندي.

أما المحور الثاني فيتناول الوجود الخليجي في القرن الإفريقي وتحدياته ومآلاته، مركزًا على وجود المملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة، وموضحًا المتغيرات سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي، والتي تؤثر على هذا الوجود. يوضح الشق الأول من هذا المحور المتغيرات الإقليمية التي أثرت بشكل أو بآخر على الوجود الخليجي في القرن الإفريقي والمتمثلة في الأزمة الخليجية 2017 وثورات الربيع العربي، ووجود قوى إقليمية أخرى منافسة كايران وتركيا وإسرائيل. أما الشق الآخر فيتناول المتغيرات الدولية والمتمثلة في الوجود والتنافس الأمريكي الصيني في منطقة القرن الإفريقي.

أما المحور الثالث فيقوم بدراسة إستراتيجيات الوجود الخليجي في القرن الإفريقي، ويتناول في جزئه الأول البعد العسكري للإمارات والسعودية في بعض دول القرن الإفريقي، وهي جيبوتي وإريتريا والصومال، ويركز هذا البعد على القواعد العسكرية التي تنشئها الدولتان، ومراكز التدريب التي تقومان بتمويلها والمساعدات العسكرية من المركبات والجند والشاحنات والمدرعات، إضافة للموانئ اللتان تنشآنها. ثم ينتقل للتركيز على البعد الاقتصادي لكل من الإمارات والسعودية في نفس الدول –جيبوتي والصومال وإريتريا- ويتناول هذا الجزء حجم الاستثمارات والمشروعات الإستراتيجية وحجم التبادل التجاري بين الدولتين ودول القرن الإفريقي السابق ذكرها. وأخيرًا يتناول هذا المحور البعد الاجتماعي للإمارات والسعودية، والذي يعني حجم المساعدات الإنسانية التي تقدمها الدولتان ومشروعات التعليم والصحة والإسكان، كما يتناول الدور الديني والثقافي الذي تمارسه المملكة العربية السعودية في القرن الإفريقي.

أما المحور الأخير فيقوم بالوقوف على مستقبل الوجود الخليجي في القرن الإفريقي بعد الحرب اليمنية، وتقديم أربعة سيناريوهات محتملة الحدوث في ظل المتغيرات الراهنة.

حمل الدراسة