إعداد: جوانا بالك – كودي فوليرتون

ترجمة: عمر عبد الرازق

مراجعة: د.فاتن مرسي                         

تنبع أهمية هذا المقال من السبب الذي دفع كاتبيه لكتابته، فالكاتبان متخصصان في فرعي التربية وعلوم المكتبات، وقد رصدا الحاجة إلى تكوين وعي تعليمي بقضايا محركات البحث الرقمية ومزالقها على حد تعبير المقال، فلم نعد اليوم نستخدم الأدوات البحثية التقليدية والتي تدرس في مواد مناهج البحث وكليات التربية، بل أصبحنا نلجأ إلى الإنترنت في كل كبيرة وصغيرة، بحيث بات الإنترنت مصدر معرفتنا الأول. ورغم فوائده الكبيرة وضخامة المعلومات التي تختزنها الشبكة العنكبوتية العالمية فإن حداثة هذه التقنية تجعل من انتشار ما يسمى بالأمية الرقمية أمرًا بالغ الخطورة خصوصًا في البحث التربوي ومهام التعليم. يركز المقال على ثلاث مشكلات أساسية تواجه البحث الرقمي ويسعى لوضع حلول لها، وهي الأخبار الكاذبة واستخدامات الذكاء الاصطناعي والرقابة المتزايدة على المحتوى الرقمي، وفي هذا الصدد يتدرج المقال من الأخطاء البسيطة إلى الألاعيب الكبرى التي تمارس لتضليل وتوجيه الجمهور، بداية من النقل غير المتعمد لمعلومات أو أخبار كاذبة، ثم الأخبار المضللة المتعمدة، ثم الحملات المقصودة للتشكيك في المصادر العلمية والتشهير بها، وهي قضايا باتت اليوم إشكالية عالمية وتتطلب جهودًا على جميع المستويات لمواجهتها. والمستوى الأعقد يكمن في التضليل باستخدام الذكاء الاصطناعي، وفي هذا المستوى تُصنع الأخبار والصور، وتُفبرك لأغراض توجيهية. أما المستوى الأخير فهو يتعلق بحجب المعلومات واختيار أي المعلومات يظهر للمستخدم، منها ما تقوم به الحكومات، ومنها ما تقوم به شركات محركات البحث، مثل جوجل وذلك لأغراض تجارية. الجيد في هذا المقال عدم اكتفائه بالجانب النظري للبحث الرقمي وتوضيح خطورته والتحذير من مزالقه، بل إنه يعد توثيقًا لمنهجية وضعها الكاتبان تساعد المعلمين والتربويين والباحثين المهتمين بشكل عام على التعامل مع هذه الإشكاليات، وإعداد أبحاث تتسم بالموثوقية والتماسك والإحكام، وتبتعد عن التضليل. وقد قدم الكاتبان دليلًا تفصيليًا لتحقيق هذه الأهداف، ونفذا هذه المنهجية في إطار مجموعة عمل تضم 34 من طلاب البكالوريوس في كليات التربية، ويعد هذا المقال نتاجًا لدراسة الحالة هذه، فقد اتبعوا نفس الأساليب وشرحوها للطلاب وطبّقها بعض الطلاب عمليًا في إطار مشاريعهم. وبناءً عليها استخلص الكاتبان عشر نصائح تفيد المعلمين في جميع المستويات الدراسية في توجيه طلابهم. ويؤكد المقال أيضًا على أهمية الوعي الرقمي وأهمية تعلم مناهج بحثية تحول دون الوقوع في مغالطات منطقية، أو الانجراف مع المعلومات المضللة، وينبه إلى أهمية تطوير مناهج البحث لأدواتها لتتوافق مع معطيات الواقع الجديد.

حمل الدراسة