إعداد: آية طنطاوي
ثمة العديد من الدراسات في العلوم الإنسانية والاجتماعية سعت إلى رصد وتحليل دور المثقف في المجتمع المصري في المراحل الزمنية المختلفة، لكن، وفي إطار خلق مساحة مشتركة لتلاقي الفنون بالعلوم الإنسانية، تسعى هذه الدراسة إلى التركيز على صورة المثقف في المجتمع المصري من مدخل أكثر خصوصية بالربط بين السينما والعلوم الإنسانية والاجتماعية أو ما يسمى “اجتماعية الفن” بفتح أبواب السينما المصرية لنستعرض ونحلل وجود شخصية المثقف في الأفلام المصرية منذ بدايات السينما المصرية وحتى الآن، كيف قُدمت شخصية المثقف؟ هل هي الصورة الحقيقية للمثقف في المجتمع المصري أم طالها التنميط المتعمد؟ وما تأثير هذه الصورة على الجمهور في تعامله مع شخصية المثقف في الحقيقة؟ وغيرها من التساؤلات التي تتكشف لنا بالتدريج.
تعرض الدراسة للتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تطرأ على المجتمع المصري والتي أثّرت بالتبعية على الحياة الفنية والثقافية فيها لكونها الفن مجال يعكس ملامح هذا التغير المجتمعي في منتجه الثقافي، وفي هذا الإطار تقوم الدراسة بتقسيم تاريخ السينما المصرية وفقًا للمراحل السياسية التي طرأت على المجتمع المصري وغيرت من شكله وملامحه، في محاولة لرصد السمات الغالبة على الأعمال السينمائية في كل مرحلة وتحليل صورة المثقف المقدمة في أفلام كل مرحلة زمنية وسياسية.
بينت الدراسة دور السينما كأداه لتحجيم دور المثقف من خلال تنميطه بنمط سلبي في الوعي الجمعي، وفي نفس الوقت لم تتحدث عن رد فعل المثقفين أكان انتهازيا حقا أم مقاوما لتزييف السينما وسطوة السلطة، لقد أغفلت الدراسة جزءاً مهما من القصة إلا إذا أتبعتها الباحثة بدراسة أخرى عن أثر تنميط المثقف في السينما في شكل صراعه مع السلطة في مصر.
أعجبتني الدراسة