تأليف: رجب شنتورك

ترجمة وتعليق: كريم عبد المجيد 

شهدت الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين نقاشًا فكريًا كبيرًا وثريًا، مثَّل محورًا من محاور التغيير الأساسية التي طالت الدولة والمجتمع في هذين القرنين، ولعل جانبًا من الجوانب الفكرية الذي لم يحظَ ببحث معمق هو جانب الجمع بين العلوم الشرعية والعلوم الاجتماعية والإنسانية الغربية التي اقتحمت المجتمع العثماني منذ منتصف القرن التاسع عشر، وبدأت تظهر أهميتها على ألسنة المفكرين العثمانيين وصفحات كتاباتهم بشكل جاد مع مطلع القرن العشرين، فانقسم المفكرون العثمانيون فيما يخص هذه القضية إلى مؤيدٍ لهذه العلوم، أو رافضٍ لها، أو مؤيدٍ للجمع بينهما.

وهو ما تتناوله هذه الورقة للدكتور رجب شنتورك عبر إلقاء نظرات على أفكار المفكرين العثمانيين المتأخرين وآرائهم حول مدى الاستفادة التي يمكن أن تطال المجتمع العثماني من العلوم الاجتماعية الغربية، فتم تركيز الحديث بشكل رئيسي على النقاش الذي اندلع ودار حول أفكار المفكر العثماني ضياء گوك ألپ ونظريته التي طرحها تحت عنوان «أصول الفقه الاجتماعي» للجمع بين الفقه وعلم الاجتماع الدوركايمي خاصة وضرورة فتح باب الاجتهاد مع العمل على تجديد أصول الفقه التقليدية، والردود والنقاشات التي تلقاها من كل من العالِم المفكر إسماعيل حقي الإزميري ورجل الدولة وأحد مفكري تيار الأتراك الشباب سعيد حليم پاشا، حيث ناقش الأول إمكانية ومشروعية هذا الجمع باعتبارها آراء لا تتناسب مع أصول الفقه الإسلامي ومناهج التجديد التي يجب أن تسلك طرقًا محددة، كما ناقشها سعيد حليم پاشا عبر طرح مدى وضرورة هذا الجمع للارتقاء بالمجتمع العثماني، رافضًا حاجة المجتمع العثماني لنظريات اجتماعية جديدة، ومؤكدًا على أن مشكلة الدولة العثمانية هي مشكلة اقتصادية في المقام الأول وليست اجتماعية.

مترجم عن اللغة الإنجليزية

حمل الدراسة