إعداد: بلندي لامي

تحرير: ميتشل أ. بلفر

ترجمة: أسماء عبده

مراجعة الترجمة: د.فاتن مرسي

منذ أن تولى حزب العدالة والتنمية مقاليد السلطة في البلاد، اتخذت تركيا منحى آخر في المشهد الدولي، معتمدة بشكل أساسي على أفكار أحمد داود أوغلو، مهندس السياسة التركية الخارجية.

وضع داود أوغلو معايير ومبادئ محدِّدة للسياسة الخارجية، تختلف تمامًا عن ممارسات تركيا خلال الحرب الباردة، حيث ما زالت إمكانية تنفيذ هذه المبادئ قيد المناقشة.

فمن الملاحَظ أنه بعد خروج داود أوغلو، وجدت تركيا نفسها في سياق سياسي مختلف، حتَّم عليها البدء في مراجعة سياستها الخارجية وتقويمها، حيث تولى الرئيس أردوغان دورًا أكثر فاعلية، في ظل تلك السياسات الرئاسية التي تتسم بالواقعية.

كذلك، يجب الإشارة إلى بعض التحولات في إطار عمل داود أوغلو؛ مثل: التحول من القوة الناعمة إلى القوة الصلبة، ومن التعددية إلى التحالفات الإستراتيجية الأمنية، ومن سياسة انعدام المشكلات مع الدول المجاورة إلى سياسة إعادة كسب الأصدقاء، ومن إستراتيجية العولمة النشطة من خلال تعدد الأطراف إلى التحالفات الإستراتيجية الأمنية، ومن الواقعية المدنية للعمق الإستراتيجي إلى الواقعية الأخلاقية الاستباقية.

من هذا المنطلق، تهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على مدى فاعلية مبادئ سياسات دواد أوغلو الخارجية، سواء قررت تركيا الاستمرار في تطبيقها أم لا، وكذلك تسليط الضوء على آليات السياسة الخارجية التركية الجديدة (بعد خروج داود أوغلو).

تناقش الدراسة أيضًا إعادة توجيه تركيا للسياسة الخارجية، وذلك كنتيجة للتغيرات الهيكلية والواقعية في المشهد السياسي الإقليمي والدولي.

لقد لعب داود أوغلو دورًا مؤثرًا في تشكيل السياسة الخارجية التركية، حيث صاغ هذه السياسة، مشيرًا في الأساس إلى موقع تركيا الإستراتيجي؛ إذ اعتبر تركيا بلدًا أو قوة مركزية، فهي تقع بالقرب من أوروبا وآسيا وإفريقيا؛ وهو ما يتيح لها إمكانية اتخاذ مكانة مهمة، سواء على المستوى المحلي أو الدولي. ولكونها تمتد إلى العديد من المناطق في آن واحد؛ فهي الوريث للإمبراطورية العثمانية، إذ تقع في مركز البلقان، والشرق الأوسط، والقوقاز، وفي مركز أوراسيا بشكل عام، وفي منتصف حزام ريملاند، الذي يعبر البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الهادئ.

حمل الدراسة