إعداد: براق تشاليشقان
ترجمة: إسراء محمد
مراجعة الترجمة: ماشتة أونالمش
تُعدُّ إسرائيل واحدة من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أذربيجان؛ حيث تأسست العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1992 وافتتحت إسرائيل سفارتها في باكو في فبراير 1993، ورغم أن الحكومة الأذربيجانية لديها رغبة في الرد على تلك الخطوة فإنها لم تحاول فتح سفارة أو قنصلية لها في إسرائيل حتى لا تتلقى انتقادات من العالم الإسلامي.
سبَّبَ النفوذ الروسي والإيراني المتزايد في المنطقة خلال الحرب في سوريا وأحداث الربيع العربي انزعاجًا لإسرائيل؛ لذا حاولت إدارة تل أبيب زيادة نفوذها في جنوب القوقاز كرد فعل جيوسياسي على هذا الوضع، ورغم محاولات أذربيجان إقناع المجتمع الإسلامي بأن علاقاتها الوثيقة مع إسرائيل هي مجرد رد فعل للتحالف الإيراني الأرميني في المنطقة، فإن وجود تل أبيب في منطقة جنوب القوقاز يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتركيا؛ لهذا جذبت مساعي إسرائيل في المنطقة اهتمام كلٍ من تركيا وروسيا وإيران، وهي دولٌ لها علاقات تاريخية وثيقة مع جنوب القوقاز.
يعتبر اليهود في أذربيجان عنصرًا مهمًّا في العلاقات الثنائية بين البلدين؛ ومن المعروف أن إسرائيل على اتصال وثيق مع هؤلاء اليهود؛ حيث يعمل هؤلاء اليهود الذين يملكون منظمات مجتمع مدني وصحفًا ومدارس ومؤسسات دينية في أذربيجان على نشر فكرة صداقة إسرائيل لأذربيجان من خلال هذه المنظمات والأنشطة الإعلامية، حيث يُقدِّم اليهود في أذربيجان إسهامات مهمة لتطوير العلاقات الثنائية مع إسرائيل.
تشير هذه الدراسة إلى أن العلاقات الثنائية بين أذربيجان وإسرائيل تعتمد على مبدأ الاعتماد المتبادل في صناعة النفط والسلاح؛ فإسرائيل التي تعاني من صعوبات في الوصول للنفط والغاز الطبيعي بسبب علاقاتها مع جيرانها في منطقة الشرق الأوسط، تعتبر أذربيجان موردًا مهمًّا لها في هذا الموضوع، وأذربيجان أيضًا تعتمد على إسرائيل اعتمادًا كبيرًا في قضية توريد الأسلحة لها بسبب التضييق الدولي المتزايد عليها بسبب ضغط اللوبي الأرميني، فتلبي إسرائيل جزءًا كبيرًا من حاجة أذربيجان للسلاح، ويمكن القول بوضوح أن لإسرائيل مكانة مهمة جدًّا في توريد الأسلحة لأذربيجان، ولكن من الواضح أن القيمة التي تعطيها أذربيجان لإسرائيل لا تجد الصدى نفسه من الجانب الإسرائيلي.
Leave A Comment