إعداد: راز زيميت، وتومر فادلون
ترجمة: عبد الرحمن عادل
هل يمكن لحادث عرضي أن يكشف هشاشة نظام سياسي بأكمله؟ وهل يتحول فيروس إلى أداة لتأجيل ثورة شعب؟ وكيف تنهار الثقة مع غياب الصدق وشيوع القمع؟
تعيش إيران لحظة مفصلية في تاريخها المعاصر؛ لحظة تكشف فيها الأزمات المتتابعة عمق التصدعات التي تنخر في بنية النظام الحاكم.
بدأت القصة في يناير 2020م عندما سقطت طائرة مدنيَّة أوكرانية بصاروخ إيراني “عن طريق الخطأ”، في واقعة مأساوية راح ضحيتها 176 شخصًا. استمر حينها الإنكار الرسمي ثلاثة أيام، قبل أن يضطر النظام للاعتراف تحت ضغط الشارع والرأي العام العالمي، لكن الاعتراف لم يكن كافيًا، فالثقة التي كانت هشة أصلًا انهارت كليًّا، وخرج الإيرانيون إلى الشوارع غاضبين، يطالبون بالمحاسبة والشفافية.
لم تكن موجة الغضب هذه سوى الشرارة، فقد أعقبها بفترة قصيرة تفشي فيروس كورونا، الذي سرعان ما اجتاح البلاد وسط تعتيم رسمي وتأخر في الاعتراف بحجم الكارثة، إذ تعاملت الدولة مع الجائحة بأساليب تقليدية من الإنكار والتقليل؛ وهو ما زاد من شعور الناس بالعجز والإحباط، ودفعهم أكثر نحو التشكيك في صدقية النظام.
تأتي هذه الدراسة لتفكِّك هذه اللحظة الحرجة من تاريخ الجمهورية الإسلامية، وتسلِّط الضوء على التداخل بين الكوارث العرضية والأزمات البنيوية، وعلى كيف يمكن لحادثة واحدة أن تفتح بوابة لسيل من التوترات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما تحلل الدراسة الدور الذي لعبه غياب الشفافية، وتضارب الروايات الرسمية، وتفاقم الأزمات الاقتصادية بفعل العقوبات وجائحة كورونا، في زعزعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم.
Leave A Comment