إعداد: أحمد خليفة

تحاول هذه الدراسة الخوض في غمار الموقف المصري، ودوره في تفاعلات شرق المتوسط، خصوصًا الغازية منها، مع عدم إغفال القضايا الأخرى محل الجدل والصراع، وذلك عبر التركيز على تناول ذلك من منطق مفاهيم: توازن القوى، والتحالف، باعتبارهما من المفاهيم الرئيسة التي يمكن الارتكان إليها في تحليل تفاعلات القوة في منطقة شرق المتوسط.

فتوازن القوى بوصفه حالة من حالات التفاعل التي تعكس أنماطًا سلوكية تسعى لمنع هيمنة طرف دون غيره على مجمل العلاقات، من شأنه أن يقدم لنا رؤية بشأن موقع مصر في التوازنات الإقليمية في شرق المتوسط، وكذا الحال بالنسبة لمفهوم التحالف الذي يُوصف بأنه سياسة تتكتَّل بمقتضاها قوى تتقاطع مصالحها في مجال ما لتُشكِّل معًا حلفًا ذا مصلحة مشتركة، وقيام حلف قد يؤدي بصورة آلية إلى نشأة حلف مضاد، أو أنه يقف في مواجهة تكتُّل آخر أو قوة أخرى بمفردها؛ فالحلف لا ينشأ من فراغ.

وعليه تنقسم الدراسة إلى محاور ثلاثة:

الأول: حول اكتشافات الغاز في شرق المتوسط ومصر، وفيه تتناول الدراسة طبيعة الاكتشافات الغازية في شرق المتوسط، من خلال عرض لأهم الأرقام المتصلة بالموضوع، خاصةً تلك المتعلقة بمصر.

الثاني: تتناول فيه الدراسة سياقات الاكتشافات الغازية في شرق المتوسط بالنسبة لمصر ونظامها، وكذا العوامل والمقومات السياسية والاقتصادية والتقنية، التي تؤهل مصر للعب دور في تفاعلات شرق المتوسط.

الثالث: مصر والتفاعلات الدولية والإقليمية في شرق المتوسط بعد اكتشافات الغاز، تستعرض الدراسة فيه العلاقات الثنائية المصرية مع كلٍ من اليونان، وقبرص، وإسرائيل، ومحاور شرق المتوسط ودور القاهرة فيها، ثم تتعرض للعلاقات المصرية الدولية التي تدور حول الغاز مع الاتحاد الأوروبي، وروسيا، والولايات المتحدة.

حمل الدراسة