إعداد: صباح عبد الصبور

ساعد التطور الضخم والمستمر في تكنولوجيا المعلومات وانتشار الإنترنت في حدوث تغيير جذري في الدبلوماسية، وظهور أشكال جديدة منها، كان من أهمها الدبلوماسية الرقمية، تشير الدبلوماسية الرقمية إلى استخدام مواقع الإنترنت – خاصة وسائل التواصل الاجتماعي – في الدبلوماسية؛ بغية تسهيل التفاعل بين الدبلوماسيين ومستخدمي الإنترنت بما يخدم أهداف السياسة الخارجية للدول.

وفي هذا الإطار تطرقت الدراسة إلى موضوع الدبلوماسية الرقمية، من حيث تعريفها وأدواتها وأهميتها في السياسة الخارجية، كما سلَّطت الباحثة الضوء على الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية تجاه المنطقة العربية كدراسة حالة؛ إذ كان من اللافت للنظر احتلال إسرائيل المركز الثامن عالميًّا في مجال الدبلوماسية الرقمية؛ حيث تمتلك حوالي 800 قناة رقمية على الإنترنت، ولديها 50 موقعًا إلكترونيًّا بمختلف اللغات: العربية والإنجليزية والفارسية وغيرها، فضلًا عن تدشين 80 موقعًا لمكاتب التمثيل الدبلوماسي التابعة لها في عدد من الدول.

وكانت المنطقة العربية حاضرة بقوة في الإستراتيجية الإسرائيلية الرقمية؛ إذ بدأت إسرائيل تدرك أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في التأثير وتشكيل الوعي العام خصوصًا بعد الثورات العربية، وفي هذا الإطار خصصت إسرائيل قسمًا خاصًّا بالدبلوماسية الرقمية باللغة العربية عام 2011، ودشنت عددًا من الصفحات والحسابات باللغة العربية على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصًا فيسبوك وتويتر، وقد لاقت تلك الصفحات إقبالًا وتفاعلًا كبيرًا من الشباب العربي.

لذلك سعت هذه الدراسة إلى الوقوف على أهداف إسرائيل ودوافعها من استخدام الدبلوماسية الرقمية تجاه المنطقة العربية وأدواتها، وكيف وظَّفت تلك الأدوات لخدمة أهداف سياستها الخارجية، وتحليل فرص التجربة الإسرائيلية في الوطن العربي وحدودها، مع تقديم عدد من التوصيات للتصدي للدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية.

حمل الدراسة