إعداد: أحمد خليفة

تشهد الفترة الراهنة تغيرًا على مستوى الأفكار والمفاهيم المُفسرة للعلاقات بين الدول، ما يعنى أن التغير في المنظومة الدولية يبدو هذه المرة أكثر عمقًا من أن يتمحور حول التساؤل التقليدي: هل نحن في عالم القطبية الأحادية أم عالم متعدد الأقطاب؟ يؤكد تقرير “فهم عصر التنافس الدولي القادم: اتجاهات نظرية وتاريخية” أننا نعيش في خضم عصر دولي جديد من التنافس الدولي، تدعمه طبيعة النظرية السياسة الدولية، وحقائق التاريخ الدبلوماسي، ومعطيات الواقع الراهن.

يقدم التقرير تنظيرًا للعلاقات الدولية الراهنة يختلف نسبيًّا عما هو شائع في المنظورات الواقعية؛ فيشير إلى أن تاريخ العالم الحديث يتراوح بين حقب من التعاون والتنافس والصراع والحروب، فلم يكن تاريخه صراعًا وحروبًا وحسب، كما يؤكد أن نظريات العلاقات الدولية حتى وإن لم تهتم بالتفصيل فيما يتعلق بالتنظير للتنافس الدولي، فإن التنافس الدولي أمرٌ وقع في الماضي، ويحدث في الحاضر.

ويحاول التقرير رسم معالم ذلك العصر الجديد من التنافس الدولي، من خلال تنويع خياراته النظرية بين إسهامات المدرسة الواقعية، والليبرالية، والبنائية. فيرى التقرير أنه لفهم ذلك العصر لا بد من دراسة طبيعة الفاعلين: هوياتهم وقادتهم، والقوى الداخلية، والإستراتيجيات التي يتبعونها في التنافس، وطبيعة المصالح المتنافس عليها، بالإضافة لسياقات التفاعل.

تهدف هذه المراجعة إلى بيان أبرز معالم التقرير، واستبصاراته بشأن التنافس الراهن بين الولايات المتحدة والقوى الصاعدة وعلى رأسهم الصين، بالإضافة إلى بيان أهم معالم منهجية دراسة التنافس الدولي، ومدى صلاحيتها لدراسة التنافس في مناطق مختلفة من العالم.

كما أشارت المراجعة إلى وضع العالم الإسلامي ودوله في نطاق عصر التنافس الدولي الجديد، وكيف أنه كما قدم لها عصر التنافس فرصًا سياسية واقتصادية جديدة، فقد فرض عليها تحديات في أن تتحول من فلك التبعية الغربية إلى التبعية للقوى الصاعدة غير الغربية، أو أن تصبح مجرد ساحة من ساحات التنافس الدولي.

حمل الدراسة